تصميم المستشفيات إبداع وظيفي...

تصميم المستشفيات إبداع وظيفي...

ينظر كثير من المعماريين إلى مباني المستشفيات على إنها مباني وظيفية بحتة، هذا المفهوم ولد جفاف في التعامل مع تصميم المستشفيات وجعل من مباني المستشفيات عبارة عن ممرات طويلة مملة، حتى أن هذا المفهوم انعكس على التعامل مع بعض الفراغات التي تحتاج إلى تصميم جذاب ومريح للزائر والمستفيد الدائم من المبنى. لا جدال في أن الوظيفة التي يؤديها مبنى المستشفى حساسة جدا ودور الوظيفة فيها أمر مهم للغاية، إلا إنني أتسال هل الوظيفة تتعارض مع جمال الفراغ هل الو ضيفة تتعارض مع تناسق وتتابع الفراغ لا يحتاج المرضى إلى قدر كبير من الراحة النفسية عند الإقامة في المستشفى إلا يحتاج العاملين إلى هذا القدر من توفير الفراغ الحيوي الذي يساهم في رفع كفاءة العاملين وبالتالي تجعل منه رقيب جيد على صحة مرضاة. إن الإجابة على هذه التساؤلات تدعونا إلى إعادة النظر في التعامل مع تصميم المستشفيات لتضيف لهذه الصبغة الإنسانية التي تتحلى بها الوظيفة التي بني من اجلها المستشفى فالمستشفي في الأصل فندق يخضع فيه المقيم لإقامة جبرية بسبب ظروف صحية ألمّت بمستخدم المبنى وليس لعقابه، فتولد هذا المفهوم لدى المصمم اعتقد انه سيلعب دورا كبير في كسر حدة هذه الميكانيكية عند تصميم المستشفى بل انه سيساهم في تنسيق انسيابية الحركة وخاصة تلك التي تحتاج إلى سرعة ومرونة لإنقاذ حالات الطوارئ. كما أن تنوع التعامل مع الوظائف المساندة والمهمة في المستشفى كالمعامل والصيدليات والمختبرات وغرف العمليات والتي غالبا ما تحتاج إلى تعامل هندسي حساس لحماية المستخدمين من انتقال العدوى وخاصة حركة تدوير الهواء وتنقيته 100% وعدم تداخل هذه الفراغات فيما بينها حتى من حيث التهوية، إضافة إلى الخدمات المساندة كالمخلفات الطبية الخطيرة. والأجزاء الخدمية كالمطعم. هذا التنوع والتمايز في الوظائف يجب أن يكون حافزا فعالا للمصمم لخلق بيئة ممتعة وصحية تساهم في شفاء المريض. فهل تتفق معي!

د. غازي العباسي
عضو مجلس إدارة الجمعية (أمين المال)
g_alabasi@yahoo.com